حتى لاتتصيدوا الاخطاء ويختلط الحابل بالنابل لاتصطادوا فى الماء العكر عذرا على الاطالة حتى لو تجردت من كل شئ يشوبه شائبة ربما ستكرهك الناس فكن صادق متصالحا مع نفسك ولا تبالى فربما الايام ستثبت لهم ما انت علية ان كنت صادقا اومخادع لا يوجد أى إنسان على وجه الارض كامل أو خال من العيوب وهذا هو المتعارف عليه أو ما يكاد يجمع عليه معظم العقلاء وعلى الرغم من إقرار عدد كبير من الناس بعيوبهم إلا أن عددا آخر قد يكون أكثر أو أقل لا يعرف شيئا عن عيوبه ويحتاج إلى من يبصره بها وينبهه اليها الذين يعرفون عيوبهم ينقسمون قسمين كبيرين أحدهما يعرف عيوبه ويرى أن فضيلته الكبرى تكمن فى معرفته بعيوبه وإقراره بها ولا يجد مسوغا لمطالبته بأكثر من ذلك والآخر يعرف عيوبه ويقر بها ولكنه لا يكتفى بذلك بل يسعى جادا لمعالجتها والتخلص منها ولكننى سأتحدث فى هذه السطور عن الفئة الثانية من الناس التي لا تعرف عيوبها ولم تكن على وعى بها حتى أتاها التنبيه من أطراف خارجية وهو أمر يحصل كثيرا ويندر ألا يتعرض أى شخص منا لموقف مثل هذا يواجهه فيه شخص ما بعيب فيه إما من باب النصيحة أو من باب الانتقاص بحسب نية المتكلم وتختلف ردود فعل الناس عند مواجهتهم بعيوبهم ومن الطبيعى أن يكون للطريقة التى يتم بها التنبيه على هذه العيوب أثر فى مستوى ردة الفعل كما أن لطبيعة علاقة الطرفين ببعضهما أثرا كذلك فى تحديد ردة الفعل ولكننى سأفترض أفضل الأحوال أى أن المصارحة بالعيب تتم بين شخصين تربطهما علاقة طيبة ببعضهما وقد نقل الطرف الثانى للطرف الأول ملاحظته فيما يخص أحد العيوب التى لاحظها في شخصيته بلباقة وكياسة وذوق فكيف ستكون ردة فعل الطرف الأول الذى يتصف فعلا بذلك العيب إننا هنا أمام احتمالين أحدهما أن يكون إيجابيا في ردة فعله وذلك بأن يتعرف أكثر على عيبه وأن يقبل الملاحظة ويعدها نصيحة أو هدية بحسب قول القائل رحم الله امرأ أهدى إلى عيوبى ويبدأ مباشرة في محاولة إصلاح نفسه بملاحظة هذا العيب أكثر والترصد للذات بحيث يعاقبها فى كل مرة يتكرر فيه العيب نفسه ويكافئها حين تنجح فى تجاوزه أو التخلص منه بين حين وآخر حتى تعتاد على ذلك أو على الأقل أن يبدى رغبته واستعداده للتغيير والتعديل بهدف الرقى بنفسه وأخلاقه والاحتمال الآخر هو أن يكون سلبيا وذلك يأخذ أشكالا عدة إما أن يرفض عقله التسليم بوجود ذلك العيب فيه مما يتسبب فى إنكاره عن جهل وعدم قدرة على استيعاب اتصافه بذلك العيب وهذا هو الاحتمال الأول للسلبية أو أن يفهم المقصود تماما بالملاحظة وأن يشعر باتصافه بذلك العيب ولكنه مع ذلك يكابر وينكر كى يظهر نفسه إنسانا تاما خاليا من العيوب وهذا هو الاحتمال الثانى للسلبية أو أن يعرف العيب بمجرد التنبيه والملاحظة ولكنه يستسلم له بحجة أن الله خلقه هكذا وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ليصبح أفضل أو أنه يفضل أن يبقى كما هو حتى إن كان متصفا بذلك العيب أو غيره لأن البقاء على الحال الذى هو عليه أسهل عنده ألف مرة من محاولة إصلاح لا يعرف عم ستسفر وهذا هو الاحتمال الثالث للسلبية الموغلة فى سلبيتها والاحتمال الرابع هو أن يعرف العيب ويفهم المقصود بالملاحظة تماما وبدلا من أن ينشغل بمعالجة هذا العيب الذى ظهر له فى شخصيته يحاول أن يقلب الأمر على محدثه وناصحه وأن ينقب فى شخصية محاوره ليتبين فيها أى عيب ولو كان بسيطا لا يذكر ويضخمه ويجعله من أشنع ما يمكن أن يتصف به إنسان من صفات ليقول له إنه ليس بأفضل منه وأن فيه من العيوب ما قد يتفوق على ما فى الآخرين وقد يوجه له النصيحة بالانشغال بعيوبه والكف عن تتبع عيوب الناس والاحتمال الخامس هو أن يستوعب الملاحظة بسرعة ويحاول بسرعة أكبر أن يجد لعيوبه مبررات فيبدأ في تجميلها وتحسينها وكأن هذه العيوب مزايا تحسب له وليست نقائص تؤخذ عليه لا أعرف إن كانت هناك احتمالات أخرى غابت عنى وأنا أستحضر ردود فعل الناس تجاه عيوبهم وتجاه من يكشف لهم عيوبهم إلا أننى حاولت قدر الاستطاعة إحصاء المحتمل منها وخيل إلى وأنا أفكر في ردود فعلى الحقيقية والمحتملة فى مواقف مختلفة أن ردود فعل الإنسان الواحد قد تختلف من موقف لآخر حتى فى افتراض أفضل الظروف فقد يكون الإنسان متسامحا جدا في حالة من حالات كشف عيب من عيوبه أمامه وفي حالة أخرى قد يكون منكرا وقد يكون فى حالة ثالثة مبررا لذلك العيب وهكذا وأمام هذه الاحتمالات السلبية المقابلة لاحتمال إيجابى واحد يبدو لى أن هذا ما يمثل أى مجتمع بصورة عامة أى أن هذه نماذج بشرية موجودة فى كافة المجتمعات البشرية ولكن لماذا لا نحاول أن نصرف تفكيرنا إلى النظر فى عيوبنا قبل أن يمسك لنا أحد المرآة وهو يشير إلى موضع ما فينا ليقول لنا إن بهذا الموضع عطبا يجب إصلاحه لماذا ننتظر أن يقول لنا أحد ملاحظة ما ثم تأتى ردة الفعل التى لا يعرف أى منا كيف ستكون ولا بأى قوة ستكون لماذا ننشغل دائما بالكشف عن عيوب الآخرين ولكننا قليلا ما ننشغل بالكشف عن عيوب أنفسنا فى كل تجمع بشرى لا بد من وجود فئة متخصصة بإبراز عيوب الآخرين ولكنها لا تكاد تعرف شيئا عن عيوبها وهذه مصيبة فالطبيعى أن ينشغل الإنسان بالآخرين بعد أن يفرغ من نفسه ولكن الذى يحدث فى كثير من الأحيان هو أن يؤجل الواحد منا التفكير فى نفسه فيما يختص بالعيوب فقط حتى يفرغ من التفكير بالآخرين وإيجاد حلول تساعدهم على التخلص من عيوبهم ولأن هذه العيوب الموجودة فى الآخرين لا تخلص أبدا إذ تتوالد باستمرار فهذا يعنى أن هؤلاء المعنيين بكشف عيوب الآخرين لن يجدوا وقتا للتفكير فى عيوبهم الخاصة وهذا هو مطلبهم والأصعب من كل هذا هو أن ينشغل بعض أفراد هذه الفئة التى تجعل همها فى بيان عيوب الآخرين بالتنقيب عن عيوب الناس في غيابهم أى غياب المعنيين بالأمر فتتحول المسألة برمتها إلى ضرب من الغيبة والنميمة ومع هذا تظل هذه الفئة على رأيها بأنها تحسن ولا تسىء لأنها تكشف للآخرين عيوبهم فى مساعدة منها للمجتمع ليتخلص من هذه العيوب بتخلص أفراده منها متجاهلة أن عيوبها هى ستظل الداء الأبدي الذى لن يشفى منه المجتمع ليس من السهل على المرء إدراك عيوبه ولكنه إذا أعطى نفسه الفرصة لا بد أن يصل إلى حصرها أو حصر جزء كبير منها وهو ما يمثل الخطوة الأولى على سبيل التغيير الذى تسعى إليه المجتمعات ومن شأن الخطوة الأولى أن تجر خلفها خطوات ولكن الأهم هو أن نبدأ وأن ينشغل كل فرد منا بالنظر إلى عيوبه
الجمعة، 12 يوليو 2019
حتى لاتتصيدوا الاخطاء ويختلط الحابل بالنابل
حتى لاتتصيدوا الاخطاء ويختلط الحابل بالنابل لاتصطادوا فى الماء العكر عذرا على الاطالة حتى لو تجردت من كل شئ يشوبه شائبة ربما ستكرهك الناس فكن صادق متصالحا مع نفسك ولا تبالى فربما الايام ستثبت لهم ما انت علية ان كنت صادقا اومخادع لا يوجد أى إنسان على وجه الارض كامل أو خال من العيوب وهذا هو المتعارف عليه أو ما يكاد يجمع عليه معظم العقلاء وعلى الرغم من إقرار عدد كبير من الناس بعيوبهم إلا أن عددا آخر قد يكون أكثر أو أقل لا يعرف شيئا عن عيوبه ويحتاج إلى من يبصره بها وينبهه اليها الذين يعرفون عيوبهم ينقسمون قسمين كبيرين أحدهما يعرف عيوبه ويرى أن فضيلته الكبرى تكمن فى معرفته بعيوبه وإقراره بها ولا يجد مسوغا لمطالبته بأكثر من ذلك والآخر يعرف عيوبه ويقر بها ولكنه لا يكتفى بذلك بل يسعى جادا لمعالجتها والتخلص منها ولكننى سأتحدث فى هذه السطور عن الفئة الثانية من الناس التي لا تعرف عيوبها ولم تكن على وعى بها حتى أتاها التنبيه من أطراف خارجية وهو أمر يحصل كثيرا ويندر ألا يتعرض أى شخص منا لموقف مثل هذا يواجهه فيه شخص ما بعيب فيه إما من باب النصيحة أو من باب الانتقاص بحسب نية المتكلم وتختلف ردود فعل الناس عند مواجهتهم بعيوبهم ومن الطبيعى أن يكون للطريقة التى يتم بها التنبيه على هذه العيوب أثر فى مستوى ردة الفعل كما أن لطبيعة علاقة الطرفين ببعضهما أثرا كذلك فى تحديد ردة الفعل ولكننى سأفترض أفضل الأحوال أى أن المصارحة بالعيب تتم بين شخصين تربطهما علاقة طيبة ببعضهما وقد نقل الطرف الثانى للطرف الأول ملاحظته فيما يخص أحد العيوب التى لاحظها في شخصيته بلباقة وكياسة وذوق فكيف ستكون ردة فعل الطرف الأول الذى يتصف فعلا بذلك العيب إننا هنا أمام احتمالين أحدهما أن يكون إيجابيا في ردة فعله وذلك بأن يتعرف أكثر على عيبه وأن يقبل الملاحظة ويعدها نصيحة أو هدية بحسب قول القائل رحم الله امرأ أهدى إلى عيوبى ويبدأ مباشرة في محاولة إصلاح نفسه بملاحظة هذا العيب أكثر والترصد للذات بحيث يعاقبها فى كل مرة يتكرر فيه العيب نفسه ويكافئها حين تنجح فى تجاوزه أو التخلص منه بين حين وآخر حتى تعتاد على ذلك أو على الأقل أن يبدى رغبته واستعداده للتغيير والتعديل بهدف الرقى بنفسه وأخلاقه والاحتمال الآخر هو أن يكون سلبيا وذلك يأخذ أشكالا عدة إما أن يرفض عقله التسليم بوجود ذلك العيب فيه مما يتسبب فى إنكاره عن جهل وعدم قدرة على استيعاب اتصافه بذلك العيب وهذا هو الاحتمال الأول للسلبية أو أن يفهم المقصود تماما بالملاحظة وأن يشعر باتصافه بذلك العيب ولكنه مع ذلك يكابر وينكر كى يظهر نفسه إنسانا تاما خاليا من العيوب وهذا هو الاحتمال الثانى للسلبية أو أن يعرف العيب بمجرد التنبيه والملاحظة ولكنه يستسلم له بحجة أن الله خلقه هكذا وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ليصبح أفضل أو أنه يفضل أن يبقى كما هو حتى إن كان متصفا بذلك العيب أو غيره لأن البقاء على الحال الذى هو عليه أسهل عنده ألف مرة من محاولة إصلاح لا يعرف عم ستسفر وهذا هو الاحتمال الثالث للسلبية الموغلة فى سلبيتها والاحتمال الرابع هو أن يعرف العيب ويفهم المقصود بالملاحظة تماما وبدلا من أن ينشغل بمعالجة هذا العيب الذى ظهر له فى شخصيته يحاول أن يقلب الأمر على محدثه وناصحه وأن ينقب فى شخصية محاوره ليتبين فيها أى عيب ولو كان بسيطا لا يذكر ويضخمه ويجعله من أشنع ما يمكن أن يتصف به إنسان من صفات ليقول له إنه ليس بأفضل منه وأن فيه من العيوب ما قد يتفوق على ما فى الآخرين وقد يوجه له النصيحة بالانشغال بعيوبه والكف عن تتبع عيوب الناس والاحتمال الخامس هو أن يستوعب الملاحظة بسرعة ويحاول بسرعة أكبر أن يجد لعيوبه مبررات فيبدأ في تجميلها وتحسينها وكأن هذه العيوب مزايا تحسب له وليست نقائص تؤخذ عليه لا أعرف إن كانت هناك احتمالات أخرى غابت عنى وأنا أستحضر ردود فعل الناس تجاه عيوبهم وتجاه من يكشف لهم عيوبهم إلا أننى حاولت قدر الاستطاعة إحصاء المحتمل منها وخيل إلى وأنا أفكر في ردود فعلى الحقيقية والمحتملة فى مواقف مختلفة أن ردود فعل الإنسان الواحد قد تختلف من موقف لآخر حتى فى افتراض أفضل الظروف فقد يكون الإنسان متسامحا جدا في حالة من حالات كشف عيب من عيوبه أمامه وفي حالة أخرى قد يكون منكرا وقد يكون فى حالة ثالثة مبررا لذلك العيب وهكذا وأمام هذه الاحتمالات السلبية المقابلة لاحتمال إيجابى واحد يبدو لى أن هذا ما يمثل أى مجتمع بصورة عامة أى أن هذه نماذج بشرية موجودة فى كافة المجتمعات البشرية ولكن لماذا لا نحاول أن نصرف تفكيرنا إلى النظر فى عيوبنا قبل أن يمسك لنا أحد المرآة وهو يشير إلى موضع ما فينا ليقول لنا إن بهذا الموضع عطبا يجب إصلاحه لماذا ننتظر أن يقول لنا أحد ملاحظة ما ثم تأتى ردة الفعل التى لا يعرف أى منا كيف ستكون ولا بأى قوة ستكون لماذا ننشغل دائما بالكشف عن عيوب الآخرين ولكننا قليلا ما ننشغل بالكشف عن عيوب أنفسنا فى كل تجمع بشرى لا بد من وجود فئة متخصصة بإبراز عيوب الآخرين ولكنها لا تكاد تعرف شيئا عن عيوبها وهذه مصيبة فالطبيعى أن ينشغل الإنسان بالآخرين بعد أن يفرغ من نفسه ولكن الذى يحدث فى كثير من الأحيان هو أن يؤجل الواحد منا التفكير فى نفسه فيما يختص بالعيوب فقط حتى يفرغ من التفكير بالآخرين وإيجاد حلول تساعدهم على التخلص من عيوبهم ولأن هذه العيوب الموجودة فى الآخرين لا تخلص أبدا إذ تتوالد باستمرار فهذا يعنى أن هؤلاء المعنيين بكشف عيوب الآخرين لن يجدوا وقتا للتفكير فى عيوبهم الخاصة وهذا هو مطلبهم والأصعب من كل هذا هو أن ينشغل بعض أفراد هذه الفئة التى تجعل همها فى بيان عيوب الآخرين بالتنقيب عن عيوب الناس في غيابهم أى غياب المعنيين بالأمر فتتحول المسألة برمتها إلى ضرب من الغيبة والنميمة ومع هذا تظل هذه الفئة على رأيها بأنها تحسن ولا تسىء لأنها تكشف للآخرين عيوبهم فى مساعدة منها للمجتمع ليتخلص من هذه العيوب بتخلص أفراده منها متجاهلة أن عيوبها هى ستظل الداء الأبدي الذى لن يشفى منه المجتمع ليس من السهل على المرء إدراك عيوبه ولكنه إذا أعطى نفسه الفرصة لا بد أن يصل إلى حصرها أو حصر جزء كبير منها وهو ما يمثل الخطوة الأولى على سبيل التغيير الذى تسعى إليه المجتمعات ومن شأن الخطوة الأولى أن تجر خلفها خطوات ولكن الأهم هو أن نبدأ وأن ينشغل كل فرد منا بالنظر إلى عيوبه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق